الحاضرة في ذاكرتك أبداً

إلى الذي.. لن اذكر اسمه,,,

لست أكتب لك بداعي المناجاة.. فأنا لا أستجدي أحداً، ولا أكتب لك بداعي الألم، فدع الألم للذي يستحقه، للذي يرجع ليردعه.. بل أكتب لك لأعطي يوم نسيانك تاريخاً.. اليوم الذي قررت فيه أنت أن لا تغيرَ تاريخاً..

أكتب لمن كنت ولست لمن أنت.. أكتب لرجلي الذي أخذ من جوفك ضريحاً.. المستيقظ في يوم ما، لا محالة فيه.. وسيتمرد أيضاً في اليوم الذي لن يجدني فيه، أكتب لحناني.. لبيتي... أكتب لخاتمك المعلق في عنقي.. أكتب للورقة المخبئة في جيبك.. فيها اسمك منقوش من اسمي.. أكتب لخيانتك الموصومة على جبيني..

عذراً.. أنا لم أشك يوماً أنك أحببتني.. فكيف أشك بأن الشمس تغاير مطلعها، وتخادع ناظرها.. بل أشك أن وجودك بهذا القدر كان محال.. فحتى الشمس أحياناً تخلق شيئاً من الظلال..

أعرف أعرف!! والدي جنى علينا وإن أرضيناه ما كان ليرضى.. و أمي تحبك ثم تمقتك.. تريدك و ترفضك.. فنحن عائلة فينا شيئاً من الجنون.. وأنا ضعفت لكثرة ما حربت.. وجبنت وحقدت ورحلت.. ولكن من قال أن لحبنا تركت!! من قال أن نفَسي يجوز إن مت.. و دائماً مهما عنك ابتعدت.. إن ناديتني.. كطفلة راكضةً إليك رجعت.. ولكني ما خنت.. و لغيرك ما ذهبت.. وكل ما هو ليس جزءاً من رفضت.. رفضت..

الزمن يتغير يا حبيبي.. حتى والدي تغير.. ومعه أنت تغيرت.. وعلى لساني بقيت كلمة: غداً سيأتي.. بعد غد.. وبعد بعد غد.. فانتظرت وانتظرت.. ولندائي ما لبيت.. نعم والدي قد تغير.. ومعه أنت قد تغيرت.. وللأسف.. ما عدت أنت أنت.. و أنا لا أريدك إلا أنت، لا أريد بقايا ما أحببت.. فارحل أنت وأشلائك وكل من ذكرى ما تركت..

أحبك.. لكن حبي ليس لهذا الزمان أو لك على هذه الأرض. أحبك أكثر مما بكيت على كتفي.. أحبك أطول مما وقفت على شرفة غرفتي.. أحبك أعلى من صراخك على مفرقي.. أحبك أعمق من واد وقفت على حففه وبموتك كنت ستبليه.. أحبك أكبر من أحلامنا ببيت كنا سنبنيه.. أحبك أصعب من تمنياتنا بطفل نربيه.. أحبك أثقل من ضيق نفسي الذي يفنيه.. أحبك بالرغم من قراري الذي لا رجعة فيه..

لعلي لن أجد كحبك ثانيةً.. و هذا لا يقلقني، على عكس ذلك!! فهو يبعث في نفسي شيئاً من التفاؤل، والوعد المطلق بأن لن يكون هناك سلطان إفتراضي على قلبي، ولا ضعف لابد منه، ولا حتى الحاجة دائمة لوجود كوجودك، ولا حتى فرحة الأطفال.. التي تليها كسرة العظماء.. نعم أعترف في كبريائي قدر من الإستفزاز.. 

أن لست اسفة أني عرفتك.. أحببتك وأعطيتك كل ما لاتستحقه.. على العكس تماماً!! فمن يرفض التجربة الحقيقة، لا يكون إلا أبله.. وأن لست بلهاء على ما أذكر.. بل بالتحديد تلك هي مشكلتي.. وذاتها كانت مشكلتك الرئيسية معي.. وقوعي في حبك الصارخ المجنون، الذي ما عرف يوماً حدوداً أو منطق، ليس أعظم إنجازاتك.. فهو كان ترتيباً إلهياً بحت.. ولا أعظم إتجازاتك أيضاً أنك خرجت من هذا الحب، فهو لم يكن يوماً قرار، بل فرض عليك كما يفرض القدر.. إذاً أنت بالفعل لم تنجز شيئاً .. 
   
أن لست اسفة عليك.. و لا أطالبك بوعدك المنسي, الذي تتطايير مع إرتداد دخانك على وجهي.. على العكس تماما!! بل أريدك أن تعيش في ظل هذا الدين, مكسور القلب, مطئطئ الرأس نادم أشد ندم.. حين تذكر تلك الفرصة التي أضعتها.. فتذكرني الأن كلما وضعت هي رأسها على قدمك، تستجدي بعض من العطف.. تقنعك بأن تداعب خصال شعرها لعلها .. لعلها تحس بالآمان وتغفو.. ولن تغفو.. فخيبتك حينها هي فرحي، حينما تنظر إليها وتدرك أن تلك ليست عيوني، وأن شعرها لا يشبه شعري.. فمهما حدثتها عني، ناديتها باسمي، دللتها بدلالي.. ومهما لقمتها كلماتي وعلمتها غنجي، ومهما حاولت أن تصنع منها شيئاً، ولو من بعيدٍ كان يشبهني، و مهما حاولت أن تكون لن تكون.. فأنا سأبقى أنا.. أنا لا أكرهها ولا أكره التي ستليها.. لكني أشفق عليها.. وعليك أيضاً.. فحتى أنا ما كنت لأختار أن أعيش في ظلي..                                                

ليت وداعاك يكتب في ورقة، لكتبتها الاف المرات، ومزقتها الاف الاف المرات.. فربما تكون الأولى ولكنها حتماً الورقة الأخيرة، فما عاد للتكهن أو للتمني أو حتى للإنتظار مجال.. فسجل عندك.. سجل.. هذا هو يوم نسيانك..

                                                                                                                                   الحاضرة في ذاكرتك أبداً

Comments

  1. Nice but have some spelling mistakes :)
    تمقطك = تمقتك
    لا رجعت فيه = لا رجعة فيه

    ReplyDelete
  2. صح لسانك
    يوسف صوالحة

    ReplyDelete
  3. @ Anonymous: Thanks a lot for reading and mostly for the corrections :) Edited.. Appreciated :)

    @Yousef Sawalha: Thanks a lot ya man am glad that you liked it ;) Spread the word..

    ReplyDelete
  4. @Amani Thanks a lot sweets you are amazing for reading, please feel free to share Khatarli's page with your friends http://www.facebook.com/Khatarli

    ReplyDelete
  5. جميلة جدا يا نورا بس عندي تعليق صغير بالنسبة ل

    "فتذكرني الأن كلما وضعت هي رأسها على قدمك, تستجدي بعض من العطف.. تقنعك بأن تداعب خصال شعرها لعلها .. لعلها تحس بالأمان و تغفو.. ولن تغفو.. فخيبتك حينها هي فرحي, حينما تنظر إليها و تدرك أن تلك ليست عيوني, وأن شعرها لا يشبه شعري.. فمهما حدثتها عني, ناديتها باسمي, دللتها بدلالي.. ومهما لقمتها كلماتي وعلمتها غنجي, و مهما حاولت أن تصنع منها شيئا,ً ولو من بعيداً كان يشبهني"

    يمكن يكون كلامك مزبوط بس لفترة بسيطة, بالنهاية بصير الرجل يحبها ويحب شعرها وغنجها وبنسى اي شي كان الو علاقة فيكي, الزلمة شو بدو غير وحدة يرتاح معها وترتاح معه, لا تروح احلامك لبعيد وتخلي تخيلاتك توصل للسما الزلمة بنسى اي بنت شو ما كانت لما يلاقي الراحة والامان.. قطعة رائعة وموفقة نورا :)

    ReplyDelete
  6. عزيزي القارئ المجهول:

    اسمح لي بتذكيرك أنك قرأت هذه القطعة من مدونة سميت ب "خطرلي" و القطعة التي انتقدتها تسمى بالخاطرة.

    الخاطرة أو الشعر الأدبي لا يتصل بالواقع و الأحداث و لا بزمن ولى, أو حتى مستقبل لعله لن يأتي, مهمته الوحيدة هو الرسالة التي يحملها و هي الشعور المجرد من أي شيء و بالأخص من المنطق, مصاحب له الصور الذهينة التي تعتتريك كقارئ. فكيف تطلب من كاتب أن يكبت خياله! إن لم يصل الفنان بخياله إلى ما وراء السماء و ما بعد ذلك, كيف له أن يكتب, يرسم, يمثل أو حتى أن يرقص؟أشكرك جزيل الشكر على مرورك. :)

    ReplyDelete
  7. !!عنجد انك عنقاء

    I love it so very much dear! This is amazing, not the feeling I am referring to, but your ability to describe such a feeling in a way that I started to feel just the same. Amazing work and...one question though: Is this a personal experience?

    ReplyDelete
  8. @Mohammad: Lol :D Thank you so much for reading, I am really that you related to the text and it touched you, you will find in Khatartli's Blog a lot of contradicting texts not necessarily a reflect of my life so No its not personal, a passing thought that was documented in that text :)

    ReplyDelete

Post a Comment

Popular posts from this blog

استوديو رقم ٧

بُنَيّ